Followers

Ad

الجمعة، 5 يونيو 2020

أيام الأسبوع

سعد سليم درويش يمسك بتلابيب الوطن)

أيام الأسبوع بتاريخ عدد التعليقات : 0

قصيدة قصيرة من حيث الطول لكنها تحمل على قصرها الكثير من المشاعر والمعاني والرفض والإصرار والتحدي والامساك بتلابيب الوطن مهما رأى منه ومهما يعاني منه وفيه.. .. الأسلوب به سلاسة وقوة واللغة طيعة ترمز الى هذا الموضوع الهام جدا وهو العلاقة بين المواطن وموطنه/بلاده/أرضه...... وكأن لسان حاله يقول لبلاده : عشان قلبى شايف فى قربك حياة .. راجع لك مخالف وعكس اتجاه .. هراقب قصورك وهوصل لسورك ولحظة مرورك هفجّر حنانى .. ولازم فى قلبك هيرجع مكانى _____ . وتصور رؤية الشاعر فلسفته في الحياة .. في المعنى الأزلي الشهير: (الحياة الحب والحب الحياة) ويحذف كلمة الحب ويضع مكانها (القرب) ليصبح المعنى الأزلي الأجمل : (الحياة القرب والقرب الحياة) ... ! لهذا أعود وأرجع إليك متناسيا كل ما مضى ّ. إنها لحظة العودة بعد اغتراب سواء كان اغترابا حقيقيا او اغترابا مجازيا نابعا من الاحساس بالغربة داخل البلاد. ... وقس على ذلك الخيط بقية مقاطع النص... : وسارح مكانى فى قلبك براح .. وطارح أمانى بكل ارتياح .. تبور الأمانى ونرجع نعانى ويصبح مكانى كمان صف تانى؟.. ده لازم فى قلبك هيرجع مكانى______ . إنه الإصرار على العودة لقلب الأم/ الحبيبة/ البلاد ... للتربع على عرش القلب. لكنه يتعجب ويتساءل: كيف لي بعد جهاد وكفاح ومعاناه من أجل العودة كيف لي ان أجد مكاني وقد أصبح في الصف الثاني بعد.ان كان في الصف الاول، بعد ان بذلت من أجله كل غال وثمين. . سؤال استنكاري مفاجئ . وغير متوقع. يُحدث صدمة لدى القارئ . فالعائد من الغربة لابد من الاحتفال به؛ لكنه يجد العكس ...... ! إحساس قاتل ومشاعر مؤلمة ولكنه الواقع المرير الذي يحدث بعد اغتراب حقيقي او اغتراب ضمني ... . ويعدد الشاعر أسباب ذلك في المقطع التالي : محاوطة عليكى حواجز مرور وحاطة لعينيكى رسوم للعبور .. يا خافية ورودك وطافية خدودك ووافية صدودك ده كله عشانى؟ .. ده لازم فى قلبك هيرجع مكانى______ . مؤكدا أنه سيتحدى كل تلك الصعوبات والمعوقات التي تفعلها هي بنفسها حول نفسها، ولابد أن ترجع مكانته في قلبها. .. ويظل حلم العودة وحلم المكانة في أوطاننا التي اهانت شخصيتنا واهدرت كرامتنا حلما موجودا وبقوة، يزاحم كل الأحلام ويقطع خط الرجعة، فهو مستمر في الظهور ومستمر في البروز على سطح الأفق. لذلك يقول الشاعر: هحاصر وجودك بعسكر وجودى .. واجرجر حدودك لداخل حدودى .. هسلسل عينيكى بشوقى إليكى وهقفل عليكى جميع الموانى .. ولازم فى قلبك هيرجع مكانى ... سعد سليم ّ ما اجمل الإصرار والتحدي و ما اجمل تعاطي الأمل، والدفع للأمام . . تلعب الموسيقى الداخلية والقوافي الداخلية في النص دورا هاما في توصيل المعنى المقصود ، وفي احداث حالة من الشجن والحنين والبكاء. كما أن التقسيم الداخلي سواء للمقاطع او للسطور يساهم في صنع جرس موسيقي رائع يشد انتباه القاري والسامع ويصنع حالة من الدروشة يدور معها في فلك العلاقة بين الوطن والمواطن... انه درويش يمسك بتلابيب الوطن ، يعشقه حد الثمالة. ويرفض رفضا قاطعا إلا أن يكون بقلب قلبه، بالصف الأول من قلبه فهو واحد من افراد الشعب الذي يعشقه أيضا؛ لكنّ حب الشاعر للوطن يختلف . لذا لا يرضى سوى ان يكون في الصف الاول. . الصورة الشعرية التي يقول فيها: (هافجر حناني) صورة غاية في الدقة والجمال ... وتتناسب مع مراقبة القصور قم لحظة الاقتراب والوصول الى السور وعند اللحظة الحاسمة عندما تمرين سأفجر حناني الذي لا تلاحظينه ولا تشعرين به والذي هو كالبركان بداخلي . والذي قد بكون تم إهماله من جانبك. وساعتها فقط ستعود مكانتي في قلبك ايتها الحبيبة الغالية. وذلك في قوله: هراقب قصورك وهوصل لسورك ولحظة مرورك هفجّر حنانى .. ولازم فى قلبك هيرجع مكانى . ويأتي جمال الصورة هنا من كونها مختلفة من حيث التعبير عن الحب تجاه الحبيبة.. متخذة طريقة التفجير والتفجير يلزمه حزام نأسف ملغم مسبقا... فمن ذلك الذي سيخطر بباله أن يرتدي حزاما ملغما ليفجر نفسه أمام الحبيبة لكي تشعر به وتعطيه مكانته في قلبها. إنها فكرة مجنونة مختلفة قد تؤدي الى الموت . لكنه الخيال المجنح والاختيار الأصعب والتمرد المختلف. والملاحظ أن كل مقطع من هذا النص يشكل وحدة عضوية مستقلة من ناحية التصوير الفني .... فالمقطع الاول : صورة مكتملة الأركان تصاعدية تبدأ بالمراقبة ثم الاقتراب والوصول ثم تفجير المشاعر .. وكذلك المقاطع التالية له. . إلا أن القصيدة لم تفقد ذلك التوحد الجمعي بين المقاطع المنفردة. فمن المنظور الرأسي تجدها مقاطع مستقلة فنيا . ومن المنظور الأفقي تجدها جسدا واحدا ونسيجا متلاحما لا يمكن إزالة مقطع ما من بين هذا الكيان العظيم. . فقط احب التنبيه على ضرورة كتابة الياء المنقوطة (ي) والغير منقوطة ( ى ) كل في مكانها الصحيح. وأخيرا: من الرائع ان نتناول موضوعات ذات قيمة تلامس شغاف القلب وتكشف غشاوة على عين الوطن الحبيب وموقفه منا رغم حبنا العظيم له... الا أن العلاقه مع هذا الوطن لابد ستظل وسيكبر حبه في قلوبنا رغم كل شيء ففي النهاية ليس لنا سواه. وليس هناك أحن منه علينا. . . وتظل العامية المصرية سيدة الموقف سهلة بسيطة سلسة معبرة، نديمها الواقع المعاش، وموسيقاها المشاعر الفياضة، تفتح ذراعيها للحياة، حاضنة لكل جماليات اللحظة، مؤكدة أنها لغة الحياة اليومية المبهرة القادرة على الوصف بدقة ، "عكس اتجاه" مقال بقلم الشريفه السيد

 سعد سليم درويش يمسك بتلابيب الوطن)
تقييمات المشاركة : سعد سليم درويش يمسك بتلابيب الوطن) 9 على 10 مرتكز على 10 ratings. 9 تقييمات القراء.

مواضيع قد تهمك

0 تعليق

اتبع التعليمات لاضافة تعليق
  • يرجى ترك تعليق على الموضوع. سيتم حذف التعليقات التي تتضمن روابط مباشرة، والإعلانات، أو ما شابه ذلك.
  • لإضافة كود ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة كود طويل ضعه في : هنا الكود
  • لإضافة اقتباس ضعه في : اكتب هنا
  • لإضافة صورة ضعها في : رابط الصورة هنا
  • لإضافة فيديو استعمل : [iframe] هنا رابط تضمين الفيديو [/iframe]
  • * قبل ادخال كود عليك بتحويله أولا
  • شكرا لك

كريزى كورة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Blog Archive