"ياعم أنا مالي".. مقال بقلم مرفت سيد

"ياعم أنا مالي".. "أبعد عن الشر وغنيله".. "خليها تولع"، مصطلحات وعبارات أصبحت تتردد فى الشارع المصري عند مشاهدة أى أخطاء أو وقوع فى "عز الظهر"، أو عند تعرض فتاة للمعاكسة والتحرش أو حتى عند نشوب مشاجرة لفظية. قديما كانت الشهامة والجدعنة وابن البلد، صفات أصيلة فى المواطن المصري، يشتهر بها عن باقي الشعوب، يتدخل لإنهاء مشاكل بين الناس لمجرد فعل الخير، يقف لمنع أى شاب من معاكسة فتاة، يترك مكانه في المواصلات لأي قعيد أو عجوز أو سيدة ليجلس مكانه، ولكن تبدلت الأحوال وتغيرت الشخصية المصرية إلى التبلد، الأمر الذي تجسد فى مشهد في كثير من المشاهد المخزية وازدياد ظاهرة العنف الدموي وارتكاب أشياء جديدة على تركيبة المجتمع المصري، كواقعة ذبح الكلاب حتي ان الشاب أصبح يشاهد الفتيات يتم التحرش بهن والمشاجرات بين المواطنين، فيرد بكلمة واحدة "وأنا مالي" ويكتفى بإخراج هاتفه للتصوير والفرجة. اختفاء صفات الجدعنة والشهامة والمروءة، فقديما فى الخمسينيات والستينيات كان يقال للشاب "عيب ومش عيب"، أما فى هذه الأيام فيقال له "حرام ومش حرام"، آراء عدد من المواطنين، والذين أكد بعضهم أن انتشار البلطجة والعنف والانفلات الأمني ، جعل المواطن يخشى أن يتدخل لفض أى مشاجرة فى الشارع، وإصابته باللامبالاة عند رؤيته فتاة يتم التحرش بها خوفا من تعرضه لأذى. وأرجع بعض المواطنين تغير سلوك المواطن المصري وتحوله إلى الشخص السلبي تجاه المجتمع إلى عدم شعوره بأنه لا يأخذ حقوقه فى بلده، وأن هناك أشخاصا تتقاضى الملايين مثل الفنانين ولاعبي الكرة، بينما هو لا يستطيع أن يكفى حياته اليومية ويؤمن مستقبل أولاده، ما يجعله ناقما على المجتمع، ويمتنع عن فعل أي شيء إيجابي للدولة.