كرم أهل الكرم بقلم : د. سحر حسن أحمد

هؤلاء هم من تحدث عنهم رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) " أن رجل فقير جاء للنبى (صلى الله عليه وسلم) "فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء".وهذا أعظم رجل وأكبر رجل في الدولة، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ( من يضيف هذا؟ .فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمى ضيف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني، فقال: هيئي طعامك، وأصبحى سراجك، ونومى صبيانك، إذا أرادوا عشاء. فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تُصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان. وفى صبيحة اليوم التالى ذهب الرجل للرسول (صلى الله عليه وسلم) فقص القصة له فنزلت فيهم الآية الكريمة " بسم الله الرحمن الرحيم " ﴿وَالَّذينَ تَبَوَّءُوا الدّارَ وَالإيمانَ مِن قَبلِهِم يُحِبّونَ مَن هاجَرَ إِلَيهِم وَلا يَجِدونَ في صُدورِهِم حاجَةً مِمّا أوتوا وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهِم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾ صدق الله العظيم ( الحشر : 9). هؤلاء هم أهل الكرامه الذين جادو بطعام أبنائهم في تلك الأحداث العصبيه ؛ فعندما تتعرض للموت ويكون فرق بينك وبينه لحظات ، وينجيك الله بحوله وقوته وبلطف منه وعند أهل الكرامه والكرم الذين يأونك ويكرموك بكل ما لديهم هؤلاء الذين تحدث عنهم رسولنا الكريم أنهم أهل قريه الكرامه الواقعة علي طريق العريش قبل كمين رابعه مباشرة وأثناء مرورنا في هذا الطريق فوجئنا بأخبار تُنبئنا عن ضرب (كمين رابعه ) من قبل الإرهابيين الذين لا دين ولا وطن لهم - لعن الله الإرهاب الأسود الغاشم -. ظللنا لمدة تتجاوز الساعتين قبل هذا الكمين أمام قرية الكرامة والطريق مغلق أمامنا، فإذا بأهل الكرامة يخرجون لنا المشروبات والماء المثلج ويعرضون علينا أن نتجه لبيوتهم للراحه بها حتى يفتح الطريق وتنتهى أحداث الضرب ، وعندما حل الظلام صمموا على استضافتنا بمنازلهم وقدموا لنا الطعام والفاكهه والمشروبات، هذا بالرغم من أنهم لا يملكون إلا قوت يومهم ، وجادوا به علي ضيوفهم بكل كرم ومحبه . هؤلاء هم أهلنا الذين يتعرضون للإرهاب وللفزع والخوف بين الحين والآخر . ظللنا طيله ليلة كاملة جالسين فى الظلام وبدون شبكات الهاتف المحمول ونحن لا نستطيع أن نتواصل مع ذوينا كى يطمئنوا ، وتحت إطلاق النيران لا نعلم مصيرنا هل ستمر الأمور على خير ما يُرام لهاـ أم سيتطور الأمر ؟ هل سننجوا أم لا ؟ ظللنا هكذا حتي مطلع الفجر، وفى صبيحة اليوم التالى استطاع جيشنا الباسل أن يُنهي المعركة على خير واستطعنا نُكمل طريقنا إلى العريش. حفظ الله مصر واهلها وجيشها العظيم