تعد الأسرة اللبنة
الاولى فى النظام الاجتماعى لدولة ما أو مجتمع ما
اذ هى الصورة الأولى والتركيبة الأقوى لأفراد تجمعهم علاقات مجتمعية مشتركه مثل اللغه
والدين والأهداف المشاركة ..... الخ
وتعتبر الأسرة
كذلك اقوى واهم الوحدات الاجتماعية نظرا لهذه الروابط المتينه التى
تربط أفرادها إلى جانب أن عوامل الاختلاف بين أفرادها محدودة وضعيفة بالمقارنة بالمجتمعات
الأكثر عددا إذ أن الخلافات بين أفرادها لا
تتعدى الاختلاف حول فريق كره القدم أو المصيف او ما شابه
ذلك من الأمور الثانوية التى لا تؤثر فى قوة هذا النسيج
و هذا النموزح الاجتماعي الذى يتميز بقوة العلاقة بين افراده جعلت الدول والمجتمعات تامل و تعمل حثيثا للوصول إلى مثل هذا النموزح من العلاقه
بين أفرادها وجماعاتها الأكبر
وكان الاسلام
سباقا فى هذا المضمار كما هو الحال فى جميع
مضامير الوحدة والاتحاد ولم الشمل
فاهتم الاسلام ببناء
الأسرة فشرع الزواج وحببه إلى نفوس الشباب ورغب فيه
ثم وضع شروط هذا الزواج واهمها حسن الاختيار واختيار ذات
الدين من النساء واختيار الكفء من الرجال
ثم انتقل الاسلام للإشراف على مرحلة تربية الأطفال
فامر الأسرة بتعليم الأبناء
العلم والفروسية والسباحة وفنون القتال وغير ذلك
بل دعا الرسول الكريم إلى تعلم لغة الآخرين
ثم لم يهمل الجانب النفسى والترفيهي
فقد كان رسول الرحمة
(ص ) يحمل الحسن والحسين على ظهره الشريف ليقتظى به شباب ورجالات الامه
كل هذه المباديء
الإسلامية. وغيرها شكلت جيلا من المسلمين حمل راية الدفاع عن العرض والأرض
ووصلوا بأخلاقهم إلى مشارق الأرض ومغاربها فاتحين لا غازين
والعالم اليوم
بحاجة إلى النموزح الاسلامى حتى يتخلص من حمى
الصراع والفتن التى زرعتها المجتمعات العنصرية
القائمة على أساس النرجسية والاحتقار للغير
على أساس الدين أو اللون أو العرق أو اللغة أو حتى على أساس التوجه السياسى
المختلف
لو أعاد كل
مجتمع تربية أبنائه وتكوين اسره على أساس المحبه
والإنسانية
و على أساس الحقوق والواجبات
وعلى أساس العدل والمساواة
وعلى أساس الرأى والراى الآخر
لوصلت هذه المجتمعات بعد فترة وجيزة من الزمن إلى تلك المجتمعات النموزحية التى يحلم بها العالم
مجتمعات خاليه من الرعب والقلق مجتمعات خالية من العنف والجريمة
والامراض النفسيه والانتحار وانعدام الهويه
بل على العكس تماما
ستجد مجتمعات مثالية قائمة على أساس الحب والإخاء
كل هذا يحدث بفضل
الاهتمام بالاسره وتفعيل دورها فى بناء النشيء إلى جوار باقى وحدات التاهيل الاجتماعى
فى مجتمع ما مثل المدرسه والجامعة ودور العباده ومجتمع العمل
هذا الاهتمام بالأسرة سيؤدى حتما إلى تفعيل دور الأسرة فى بناء المحتمعات التى نحلم بها .
0 تعليق
اتبع التعليمات لاضافة تعليق